تجنُّب الانتقاء المتحيّز من البيِّنات المتوفرة

يمكن للتحيزات أن تشوه الاختبارات الخاصة بالمعالجات الطبية، وتؤدي إلى استنتاجات خاطئة وينبغي إعلان المراجعات المنهجية في البروتوكولات، مثل تلك التي تنشرها   مؤسسة كوكران التعاونية  ، مع توضيح التدابير التي سيجري اتخاذها لتقليص التحيزات.

ويشمل ذلك تحديد ما يلي بدقة:

  • السؤال الذي سيجري تناوله في المراجعة، في ما يتعلق بالمعالجات
  • المعايير التي ستجعل الدراسة تستحق أن تدرج في المراجعات.
  • الاستراتيجيات التي ستستخدم للبحث عن دراسات قد تستحق الإدراج في المراجعات.
  • الخطوات التي ستتخذ لتقليل التحيزات إلى الحد الأدنى عند اختبار الدراسات والمعطيات الخاصة بإدراجها في المراجعات (برلين1907).

إن المراجعات المنهجية المختلفة التي تتناول ما يبدو وكأنه نفس السؤال المطروح حول تأثيرات المعالجات الطبية كثيراً جداً ما تصل إلى استنتاجات مختلفة. ويرجع سبب ذلك، أحياناً، إلى كون الأسئلة المطروحة، تطرح بطريقة مختلفة، حيث قد تعكس أحياناً الاختلافات والوسائل التي يستخدمها المراجعون. وفي هذه الظروف، يكون من المهم تقدير أي المراجعات هي المرجحة أكثر لتقليل التحيز في التخصيص بأكبر قدر من النجاح.

كما أنه من الجدير أيضاً النظر في ما إذا كان للمراجعين اهتمامات أخرى يمكن أن تؤثر على إجراء أو تفسير مراجعتهم. فعلى سبيل المثال، قام الأشخاص المرتبطون بصانعي زيت زهرة الربيع بمراجعة تأثيرات الدواء على الإكزيمة (مور وآخرون 1989). وقد توصَّلوا إلى استنتاجات مفعمة بالحماس، حول تأثير الدواء على الأكزيمة، مقارنة بمراجعة أجراها باحثون ليس لديهم اهتمامات تجارية، أدرجوا في تقييمهم نتائج دراسات لم تنشر (ويليامز 2003).

وليست الاهتمامات التجارية فقط هي التي تؤدي إلى الانتقاء المتحيز من البينات المتوفرة التي يتم إدراجها ضمن المراجعات. إننا جميعاً لدينا من التحامل ما يؤدي بنا إلى الانتقاء المتحيز للبينات. وإن الباحثين، والمهنيين الصحيين والمرضى وغيرهم ممن يقومون بتقييم تأثيرات المعالجات ليسوا بمنأى عن ذلك. ودائماً ما كان تضارب المصالح عاملاً مهماً، وهناك من التدابير ما يجرى اتخاذه من أجل أخذ هذا الأمر في الحسبان.